ا- حديِث جابر بن سَمُرةَعَن جابِرِ بنِ سَمُرَةَ، رَضِيَ اللّهُ عَتهُ، قالَ: كانَ رَسولُ اللَهِ
(فذَكَرَ نَعتَ النبي
) وقالَ فيهِ: وَكانَ كَثيرَ شعر اللحية.
• حَدِيثَ صحيح.
2- حديِث علي بن أبىِ طالبوالرواية عنهُ في ذلكَ ثلاثَةُ أحاديثَ:
الحديث الأوَّل:
عَن وَلَدِهِ مُحمَّدِ ابن الحنَفيَّة، عَتهُ، رَضِيَ اللّهُ عَتهُ، قالَ:
كانَ رَسولُ اللّهَ
... كَث اللحية.
حَدِيث حَسَن.
الحديث الثاني:
عَن جُبَيرِ بنِ مُطعِم- اْو وَلَدِهِ نافِعِ- عن عَلي بنِ أبي طالِبٍ ، رَضِيَ اللّهُ عَتهُ، قالَ:
كانَ رَسولُ اللّهَ
ضَخمَ الرأس وَاللحية.
حَدِيث صحِيحٌ .
الحديث الثًالث:
عَن وَلَدِهِ عُمَرَ بنِ عَلي بنِ أبي طالبٍ ، عَتهُ قالَ:
بَعَثَني رَسولُ اللّهِ
إلى اليَمَنِ، فإنًي لأخْطُبُ يوما على الناسِ وَحَبرٌ مِن أحبارِ اليَهودِ واقِف في يَدِهِ سِفر يَتظُرُ فيهِ، فنادى إلي فقالَ: صِفْ لَنا أَبا القاسِمِ، فقالَ علي، رَضِيَ اللهُ عنهُ: رَسولُ الله
ليسَ بالقَصيرِ وَلا بالطويلِ البائنِ... (فذَكَرَ الحديثَ) حتى قالَ: قالَ علي: ثم سَكَتُ، فقالَ ليَ الحَبرُ: وَماذا؟ قالَ علي: هذا ما يحضُرُني، قالَ الحَبْرُ: في عَيْنَيْهِ حُمرَة، حَسَنُ اللحية، حَسَنُ الفَمِ، تام الأذُنَيْنِ، يُقْبِلُ جَميعا، وُيدبِرُ جَميعا، فقالَ علي: هذه وَاللَهِ صِفَتُهُ... (وذكَرَ سائرَ الحديث).
*إسنادُهُ ضَعِيف جِدا.
3- حدبث البَراء بن عازبعَنِ البَراءِ بنِ عازِب، رَضِيَ اللهُ عَتهُ، قالَ:
كانَ رَسولُ اللَهُ
رجُلا مَربوعا، عَريضَ ما بيِنَ المَتكِبَيْنِ، كَثَّ اللحية، تَعلوهُ حُمرَة، جمتهُ إلى شَحمَتَي أُذُنَيهِ، لَقَد رأيتُهُ في حُلةٍ حَمْراءَ ما رأيتُ أحسن مِنْهُ.
*إسنادُهُ صَحِيحٌ .
4- حديث عبد الله بن عباسعَن عوف بنِ أبي جَميلَةَ، عَن يَزيدَ الفارِسي، قالَ:
رَأَيتُ رَسولَ اللّهَ جمي! في النؤمِ زَمَنَ ابنِ عباس- قالَ: وَكانَ يَزيدُ يكتُبُ المَصاحِفَ- قالَ: فقُلتُ لابنِ عباس: إِني رَأَيتُ رَسولَ اللّهَ
في النومِ، قالَ ابنُ عباس : فإن رَسولَ اللهَ
كانَ يقولُ: "إِن الشيطانَ لا يَستَطيعُ أَن يَتَشَبهَ بي، فمَن رآني في النومِ فَقَد رآنِي "، فهَل تَستَطيعُ أن تَنْعَتَ لَنا هذا الرجُلَ الذي رَأَيتَ؟ قالَ: قلت: نعم، رأيت رَجُلا بينَ الرجلينِ، جِسمَهُ وَلَحْمَهُ، أَسْمَرَ إلى البَياضِ، حَسَنَ المَضحَكِ، أَكحَلَ العَينَينِ، جَميلَ دوائِرِ الوَجْهِ، قَدْ مَلأَت لحْيَتُهُ مِن هذه إلى هذه (وأشارَ بيَدِهِ إلى صُدغَيهِ)، حَتَّى كادَت تَمْلا نَحرَهُ، قالَ عَوْف: لا أدْري ما كانَ معَ هذا مِنَ النعتِ، قالَ: فقالَ ابنُ عباس : لو رأَيتهُ في اليَقَظَةِ ما استَطَعْتَ أن تَنعَتَهُ فَوْقَ هذا.
* إسنادُهُ صحيح.
5- حديث عبد بن أبي هالهَ التَميِميعَن الحَسَنِ بنِ علي، قالَ:
سَأَنتُ خاليَ هِتدَ بنَ أبي هالَةَ التَميمي- وَكانَ وَصافاً- عن حليَةِ النبي
، وَأنا اشتَهي أَن يَصِفَ لي منها شَيئا أَتَعَلَّقُ بهِ، فقالَ: كانَ رَسولُ الله
فَخما مُفَخماً... (فذكَرَ حديثا طويلًا) وقالَ فيه: كَث اللحية.
*إسنادُهُ ضَعِيف جِدا.
6- حديث أبي هريرةعَن أَبي هُرَيرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَتهُ، قالَ:
كانَ رَسُولُ الله
... حسَنَ اللحيَة 00. (الحديث).
إسنادُه ضَعِيف جدا.
7- حديث العَدَّاء بن خالد بن هَوذَةعَن جَهضَمِ بنِ الضحَاكِ، قالَ:
مَرَرتُ بالزَّجَيحِ، فرَأَيْتُ بهِ شَيْخاً، قالُوا هذا العَدَاءُ بنُ خالِدِ بنِ هَودَةَ، فقالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهَ
، فقُلْتُ: صِفهُ لي، قالَ: كانَ حَسَنَ السَّبَلَةِ.
وكانَتِ العَرَبُ تُسَمي اللحيَةَ السبَلَةَ.
• إسنادُهُ صالِحٌ .
من الأحاديث غير الصريحة في صفة لحية النبي 8- حديث عائشة أم المؤمنينعَق عَلقَمَةَ بنِ وقاص، قالَ: أَخبَرَتني عائِشَةُ، رَضِيَ اللّهُ عنها، قالَت:
خَرجتُ يومَ الخَندَقِ (فَذَكَرَت قِصةَ موتِ سَعدِ بنِ مُعاذ رَضِيَ اللّهُ عنهُ) وفي آخِرِها: قالَتْ عائِشَةُ: فَحَضَرَهُ رَسولُ اللهَ
وَأبو بَكرٍ وعُمَرُ، قالَتْ: فَوالذي نَفسُ مُحمد بِيَدِهِ إني لأعرِفُ بُكاءَ عُمَرَ مِن بُكاءِ أبي بَكرِ وَأنا في حُجْرَتي، وكانوا كما قالَ اللّهُ :"رُحَمَاَءُ بينهم" الفتح: 29،.
قالَ عَلْقَمَةُ: قلت: أَي أُمَّة، فكَيفَ كانَ رَسولُ اللّهَ
يَصْنَعُ؟ قالَتْ: كانَتْ عَينُهُ لا تدمَعُ على أَحَد، ولكنه كانَ إذا وَجِدَ فإنما هُوَ آخِذ بلحيتِهِ.
*إسنادُهُ حَسَن.
9- حديث خباب بن الأرتعَن أَبي معمر عَبدِ اللهِ بنِ سَخْبَرَةَ الأزدي، قالَ: قلت لخَبابِ بنِ الأرَت: أَكانَ النبي
يَقرأ في الظهرِ وَالعَصْرِ؟ قالَ: نعم، قالَ: قُلت: بأَيٌ شَيء كُنتُم تَعلَمونَ قِراءَتَهُ؟ قالَ: باضطِرابِ لحيتِهِ، أوفي لَفظ: بتَحَركِ لحيتِهِ،.
* حَدِيث صحيح.
10- حديِث عثمان بن عفانعَن عُثمانَ بنِ عفانَ، رَضِيَ اللّهُ عنْهُ: أَن النبي
توَضَأ فخلَلَ لحيتَهُ.
*إسنادُهُ حَسَن.
خلاصة هذه الأحاديث:تَبَئنَ من التُّحقيقِ المتقدم أن الأحاديثَ المذكورَةَ في صِفَةِ لحية رَسولِ اللهَ
منها الثابتُ ومِنها الضَّعيفُ المردودُ، والأحكامُ لا تُبنى إلا على النقلِ الثَّابتِ، فحاصِلُ ما ثَبَتتْ بهِ الأسانيدُ مِن ذلكَ:
أن النبي كانَت لهُ لحية، وُصِفَت بأنها:
1- كَثةٌ ، كما ثَبَتَ من حَديثِ علي بنِ أبي طالبِ والبَراءِ بنِ عازِبِ.
2- كَثيرةُ الشعرِ، كما صَح مِن حَديثِ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ.
3- ضَخمَة، كَما صح مِن حَديثِ علي بنِ أبي طالبِ.
4- حَسَنَة، كما جاءَ في حَديثِ العَداءِ بنِ خالِدٍ .
وُيفَسِّرُ هذه الأوْصافَ أنها:
5- كانَت تَملأ مِنَ الصدغِ إلى الصُّدْغِ حَتى تكادَ تملأ نَحرَهُ، كَما صح من حَديثِ ابنِ عباس.
6- وكانَ يأخُذُ بِها إذا اهتم، كَما ثَبَتَ من حَديثِ عائِشَةَ.
7- وكانَ يُخَلًلُها بالماءِ في الوُضوءِ، كَما ثَبَتَ من حَديثِ عُثمانَ.
8- كما كانَ مَن خَلفَه يَعرِفُ أنه يقرأ في صَلاتَي الظهرِ والعَصرِ بِما يَرَونَهُ من حَرَكَةِ لحيتِهِ، كَما صح مِن حَديثِ خَبابِ بنِ الأرَت.