وتدفعنى إليه .. وتقوم بكل وسائل الاغراء
..والاغواء حتى أنسيتنى كل شئ.. فى تلك اللحظة المشئومة ...
- واقترفت ما اقترفت وبعدها .. تسحبت
كأنك لم تهمس لى بشئ وكأنك لم تحرضنى على شئ ...
- أنا لاشأن لى بك ..
- انتم يابنى آدم .. تريدون أن تحملونى
كل أوزاركم ...
- تعصون الله .. وتتسترون بى
- كلا .. أذهب عنى ... إنى سأحمل وزرى
على كاهلى ...وأذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضى له بسرى ..
- لا تفعلى .. لا تفعلى ..
- قلت إنى لن أتراجع عن عزمى فى اضطراب
شديد سأذهب إلى .. ولن يستطيع ااحد أن يقف فى طريقى .. ووضعت رأسها بين يديها ..
واهتز جسدها كله ..
لقاؤها برسول الله :
توجهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. ووقفت بين يديه ..
مطرقة.. باكية...
- الرسول : ألك حاجة ؟
- المرأة : نعم يارسول الله
:
ما هى ..
:
إنى امرأة محصنة .. وزوجى غاز وإنى أصبت الفاحشة ..
فطهرنى يا رسول الله
- الرسول : لعلك قبلت يا امرأة ..
أو
.. أو ..
-
المرأة : كلا يارسول الله
إنى أصبت الفاحشة التى يقام عليها الحد
..
وإنى حامل .. فطهرنى ..
- الرسول : اذهبى الآن .. حتى تضعى حملك
..
وتابعها الرسول بعينين مشفقتين
- ومضت المرأة عائدة إلى بيتها ..
- وبقيت منطوية على احزانها .. وأفكارها
المتداعية ..
- وهواجس نفسها حتى ولدت طفلها البائس ..
- وفى يوم اجمعت أمرها .. ولفت الطفل ..
وحملته وتوجهت به إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وفى الطريق .. كانت تقول لنفسها
وكأنها تخاطب الطفل الوليد :
الحمد لله .. اليوم إن شاء الله تنتهى أحزانى
وألقى ربى .. عسى أن يرحم ذلى .. وحزنى
ويغفر لى ضعفى ..
- يابنى .. أنت الآن لاتعرف من أنا ..
ولاتدرى إلى أين أنا ذاهبة بك ..
أنت فى سن لاتعرف إلا أنى امرأة أحملك
بين ذراعى ..
لا .. لن ألقى به فى الطريق .. بعيداً عن
الأنظار وأعود من حيث أتيت ..
لقد عاهدت الرسول كسائر النساء المسلمات
على ألا أسرق ..
وقد وفيت بها ..
أما الثانية .. فلم أصدق فيها .. وها
أنذا
أحمل ثمرتها بين يدى .. أقدمها لرسول
الله
دليلاً على فعلتى ..
لماذا لايعاقب شريكك فى هذه المصيبة بنفس
العقوبة التى ستوقع عليك ..؟
إنه لم يعترف .. واعترافى لا يلزمه بشئ
..
-
وسواء اعترف أو لم يعترف .. فهذا لايبرر خطيئتى