هذا أمر يخصه هو.. وعلى أن أفعل ما يخصنى
أنا
- إنك سترجمين : أتعرفين ماذا يعنى الرجم
..؟
إنك ستقذفين بالحجارة .. سيحفرون لك حفرة تقفين
فيها ..
ثم تقذفين بالحجارة حتى الموت
- إنى اعترف أنى المسئولة عن هذا المصير
ولا أحد سواى
- والرجل الآخر.. ؟
- كل انسان مسئول عن نفسه ..
إن إلقاء التبعات على الآخرين .. لايطهر
المذنبين ..
وماذا يطهرهم .. ؟
- القصاص ..
- يمكنك أن تحتفظى بسرك .. ولاتفضحى نفسك
.. ولاعائلتك ..
وأن تتركى الأمر لله .. والله أرحم بعباده من الأم بوليدها
- هذا حق ..
- ولكن الله لايعاقب على الذنب مرتين ..
فمن أصاب شيئاً من الذنوب فى الدنيا ..
- وتحمَّل القصاص عنها فى الدنيا ..
عفى الله عنه يوم القيامة .. وهذا أوثق لى وأضمن
- إن الرجال هم السبب الحقيقى لما يصيبكن
من نكبات ..
إن صاحبك ألقى بذرته ومضى .. لا يهمه الثمرة التى أورقت من بعد
بل قد يتخذك مادة للسمر والتحدث عما كان منه معك
ذات ليلة ..
- نعم قد يحدث هذا ..
ولذا ما أعظم الأمانة التى تحملها النساء
إننا أوعية للخير والشر معاً .. وما نفعله ملتصق بنا ..
لانستطيع منه فكاكاً ..
إنه يظهر متكوراً فى بطوننا بعد أربعة
أشهر ..
لا يخفى على أعين الناظرين ..
- لهذا ..
لاتتركى شريكك وقسيمك فى هذا العمل .. ينجو
- ماذا أفعل ..؟
- إن كنت أجبن من أن تقتليه انتقاما
لشرفك ..
دسى له شيئاً فى لحظة من لحظات السعادة المفتعلة ..
واتركيه يموت بعيداً عنك
- لا تكف عن نفث أفكارك الشريرة
لا أكاد أقدر على تحمل وزر جريمة واحدة ..
فكيف أحتمل وزر جريمتين .. ؟
ومن يدرى .. إلى كم جريمة تسحب من يطيعك ..؟
وإلى أية نهاية تقوده .. ؟
- وصرخ الغلام :
ترى .. هل أحس بزحمة هذه المشاعر وقسوتها ..؟
نظرت إليه .. وربتت على ظهره حانية ..
وأعطته كسرة خبز.
أخذها شاكراً ملهوفاً ..
وانفجرت بسمته الحلوة عن ضحكة حبيبة
تتجاوب أصداؤها فى صدره النقى ..
- يا إلهى .. كيف أحتمل كل هذا ..
كم كنت أود أن يكون لى مثل هذا الغلام ..
ولكن بغير الطريقة التى جاء بها ..
!
كيف نسيت نفسى