كيف لم أعمل حسابا لكل هذا الذى أعانيه ؟
ويعتصر قلبى اعتصارا ..
- من اجل ماذا ؟
من أجل لحظة قصيرة أيا كان مذاقها ..
فقد غربت ليعقبها ليل طويل .. طويل .. لا آخر له ..
- ياإلهى ..
لم يكن هناك غلام أبغض إلى من هذا الغلام ..
كان يذكرنى بأبغض شئ فعلته .. فما الذى حدث ؟
ما الذى جعل أبغض الأشياء إلىّ أحبها إلىَّ ؟
كم مرة هممت به ..؟
لكنه كان كقطة عمياء .. لاتملك إلا فمها ..
تبحث به عن صدر أمها
أشفقت عليه .. حينما كان يتحسس صدرى بفمه
يبحث عن جرعة لبن .. أو رشفة حُبٍ وحنان وعطف
لا توجد امرأة فى الدنيا كلها .. تستطيع أن تحرم طفلاً رضيعاً من ثديها
فهل كان يمكن لى أن أكون أسوأ امرأة فى الوجود ؟
يا إلهى .. لقد ألفته .. وتعودت على مداعباته
ألفت بسمته البريئة التى يستقبلنى بها كلما رآنى ..
ألفت نظراته المشمسة ..
كلما أشرقت على قلبى .. فى الصباح .. أو المساء ..
إنه يتعلق بصدرى .. يضمنى إليه كلما ألم به فزع ..
ومهما حدث .. فإنى أمه .. كأى ام ..
إن الله تعالى ألقى بصيصاً من رحمته فى قلوب جميع الأمهات
.. لجميع المخلوقات
فهل يمكن ان أكون أقل رحمة من حدأة .. أو
بومة مشئومة ؟
آه .. يا بنى الحبيب ..
هاأنذا ذاهبة إلى الموت ..
وأنت برئ تضحك لى .. ولاتعرف ما بى ولاتدرى أى مصير ينتظرك..
لا تعجب .. فأنا أيضاً لا أدرى مصيرى .. كما لا أدرى مصيرك
لكنى أحبك .. وأرجو أن تجد لك أماً أرحم منى وأطهر ..
تحتضنك بعدى...... ولعلها تضيق بك
..
فتسبك .. وتسبنى .. وإنى لأستحق ..
أما أنت فما ذنبك .. إن ذنبك متعلق برقبتى
يا إلهى .. يا إلهى ..
خفف عنى ما يفتت قلبى
ــــــ
ظلت المرأة شاردة فى هذه الأفكار التى
تجرجرها وتقلبها على شظايا رمال الصحراء المحرقة ..
حتى وجدت نفسها أخيراً ..أمام رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قالت المرأة :
وصل القارب إلى الشاطئ .. وهاهو الغلام
يارسول الله ..
بيده كسرة خبز .. وهاهو قادر بنفسه على
التهامها
طهرنى .. يارسول الله
طهرنى .. طهرنى .. وأدع لى .. جزاك الله
عنى خيراً
ـــــــ
حُفِرت
لها
حفرة الرجم .. وأُنزِلت إليها