وأُحكِمت ثيابها عليها حتى لا تتكشف أثناء الرجم
..
ونظر لها الرسول نظرة تسيل رحمة
واشفاقاً..
إنها تابت توبة .. لو وزعت على سبعين
منكم .. لوسعتهم
إن هذه المرأة .. صادقة التوبة .. صادقة
الإيمان
إنها اعترفت على نفسها ..
وأقرت رغم أن إثبات فعلتها بالشهود
الأربعة ..
والرؤية المحققة .. كرؤية المرود فى
المكحلة ..
يكاد يكون مستحيلاً .. أو على الأقل
متعذراً ..
لكنها مادامت قد اعترفت ..
فلا مناص من تنفيذ أمر الله تعالى ..
" ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب
"
وهذه المرأة .. من أولى الألباب
لأنها لم ترض إلا بالقصاص
ـــــــ
انتزع الطفل الذى كان يتشبث بها ..
كأنه كان لايريد أن يفارقها .. حتى فى
هذه اللحظات الرهيبة
وانهالت الأحجار عليها من حولها وهى تصرخ
بشهادة الايمان والتوحيد
وتسأل الرسول الدعاء .. وتسأل الله
المغفرة ..
وتناثرت بعض الدماء على أحدا المحيطين
بها
فقال لها : لعنة الله عليك ..
قال الرسول : لا تلعنوها .. فقد تابت
توبة لو وزعت على سبعين منكم .. لو سعتهم !!
من التطهير .. إلى التكفير
لم أتمالك نفسى .. بكيت إشفاقاً ورحمة
بهذه المرأة التى أصرت على تطهير نفسها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لم تقتل نفسها ..
لم تنتحر حزناً وغماً على ما فعلت ولم
نسمع أن أحداً من المسلمين
أو المسلمات .. شيباً .. أو شباباً
قد انتحر لوفاة سيد الخلق .. وخاتم
الأنبياء والمرسلين
لأن الانتحار .. ليس عملاً اسلامياً
مباحاً ..
إن المنتحر يعذب يوم القيامة بالأداة
التى انتحر بها
ولكنا نسمع ونقرأ عن فتيات بادرن بقتل
أنفسهن وراء من يعشقن ..
لجمال الوجه أو جمال الصوت كعندليب أخضر
أو أحمر أو أسمر ..
ولعلهن بادرن بالانتحار ليلحقن به ..
وليواصلن الاستماع .. إلى بلبلته .. فى
العالم الآخر
مع أن أحداً .. لم يطلب من أحد ..
الانتحار
…………
[size=18][/size]