إلى كل فتاة تؤمن بالله
أبدا قصتي بأن أذكركم "لو علمتم
الغيب لاخترتم الواقع" كانت هذه العبارة نصب عيني في كل وقت و حين. أنا فتاة
تربيت في أسرة متدينة, كان أبي رحمة الله من علماء الأزهر الشريف، توفي و أنا في
السادسة من العمر، و أكملت أمي المسيرة حتى تخرج أخوتي من الجامعة. أرتديت الحجاب
و أنا في الرابعة عشر. و لكن بداية القصة كانت في الجامعة نجحت في السنة الأولى
بتفوق، و في السنة الثانية مرضت في أول يوم للأمتحانات و لم أدخلها، فجاء الشيطان
لينتهز الفرصة، و يقلب أحوالي و يثير سخطي على الدنيا و ما فيها و يقنعني بأن هذا
الفشل هو نهاية العالم, حاول أبعادي عن ربي, لم أكن أركز في صلاتي، بل أسهو عن بعض
منها، و لم أجد رفاق يعيدونني إلي سابق عهدي مع ربي، كان أختباراً، و لكنني لم
أصمد فشلت للمرة الثانية في الأمتحانات فكان العالم أنتهي عندي بالفعل، حدثت فرقة
بيني و بين قلبي لم يخرجني منها سوى القرآن. جاهدت نفسي و جاهدت الشيطان و أستعنت
بالله عليه. فإلي كل مبتلى و كل صاحب أزمة لا تدع الشيطان يخدعك. فأنك خادعة بقربك
من الله. و إلى كل فتاه مؤمنة لا تنساقي وراء الدنيا فالدنيا لا تزن جناح بعوضة. و
لا تتركي نفسك كالقشة في مهب الريح أينما واتتها سارت. أبدئي بنفسك و الله يوفقك
لما يحب و يرضى. و إذا ما فشلت يوما فقولي لنفسك "الفشل من أجل مزيد من
النجاح". و الله الموفق الطريق إلى
الله
أنا فتاة أدرس بالجامعة، أهوى الشعر و أكتبه من الصغر أستوقفتني مرة قصيدة
للشاعر محمد أبراهيم أبو سنة بعنوان أسئلة الأشجار يقول فيها:
سألتني في الليل الأشجار
أن نلقي انفسنا في التيار
ان نتجه إلى النهر القادم
من أعماق اليأس إلى أقصى المجهول
نحمله في ذاكرة محكمة الاغلاق
ثم نفر من الغول
تحت ستار السحب الدامعة العينين
قلت إلى اين؟
قالت ارض الله الواسعة الأطراف
تمتد يمينا عند تخوم الدولار
تمتد شمالا عند تخوم الدينار
سالتني أن اختار
ما بين الجنة و النار
قلت احاور قلبي؟
مامعنى الجنة يا قلبى
قال تجول في نفسك حتى تصل إلى الانسان
و تجول في الانسان حتى تصل إلى وطنك
و تحول في وطنك حتى تصل إلى الله .
و انا اذكر لكم هذه القصيدة لنتامل معا حال قلوبنا و حال الانسان فيها حتى
نجد معا الطريق , الطريق إلى الله .اجلس مع قلبك 5 دقائق و ابحث و انظر ماذا سوف
تجد. أدعوا الله لكم جميعا بالهداية. والله الموفق