منطقه عليه الصلاة
والسلام :
عن الحسن بن على قال :
سألت خالى هند بن أبى هالة وكان وصافا
قلت له : صف لى منطقه
قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
متواصل الأحزان .. دائم الفكرة .. ليست
له راحة ..لا يتكلم فى غير حاجة .. يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول ولا تقصير ..
ليس بالجافى ولا المهين ،يعظم النعمة وإن
دقت (أى صغرت وقلت)
ولا يذم منها شيئاً
- لم يكن يذم ذَوَاقاً (أى مأكلا أو
مشربا) ولا يمدحه
- لا تغضبه الدنيا وما كان لها
فإذا تُعُدِىَ الحق (أى اعتدى على الحق)
لم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له
- لا يغضب لنفسه .. ولا ينتصر لها
- إذا أشار .. أشار بكفه كلها .. وإذا
تعجب قلبها
وإذا تحدث اتصل بها وضرب براحته اليمنى
بطن إبهامها اليسرى
- إذا غضب أعرض وأشاح
- جُلَ ضحكه التبسم
قال الحسن :
فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته بها
فوجدته قد سبقنى إليه فسأله عما سألته عنه ، ووجدته قد سأل أباه عن :
مدخله .. ومخرجه .. وشكله .. فلم يدع منه
شيئاً
مدخله صلى الله عليه وسلم
:
قال الحسين :
سألت أبى عن دخول رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال :
كان إذا أوى إلى منزله .. جزأ دخوله
ثلاثة أجزاء
جعل جزءا لله تعالى .. وجزءا لنفسه
وجزءا لأهله .. ثم جزءا بينه وبين الناس
لا يدخر عن الخاصة والعامة منه شيئاً
جزء الأمة :
كان من سيرته فى جزء الأمة إيثار أهل
الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم فى الدين .. فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ،
ومنهم ذو الحوائج ..
فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يُصلحهم والأمة
وإخبارهم بالذى ينبغى لهم ويقول:
ليبلغ الشاهد منكم الغائب ..
أبلغونى حاجة من لا يستطيع إبلاغها ..
فمن فعل ذلك ثبت الله قدميه يوم القيامة
..
لا يُذكَر عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من
أحد غيره يدخلون روادا ..
ولا يفترقون إلا عن ذواق (أى تذوق للعلم
والمعرفة)
ويخرجون أدلة (أى أدلة على الخير)
مخرجه :
قال الحسين سألت أبى عن مخرجه كيف كان
يصنع فيه ؟
قال الإمام على رضى الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يخزن لسانه إلا فيما يفيد
- يؤلف الناس .. ولا ينفرهم ..
- يكرم كريم كل قوم .. ويوليه عليهم ..
- يحذر الناس ويحترس منهم .. (أى لا
يُخدع)
من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره ولا
خلقه
(أى انه يتعامل مع الناس بحذر ولكن
ببشاشة وحسن خلق)
- يتفقد أصحابه .. ويسأل الناس عما فى
أيدى الناس
- يُحسن الحسن ويقويه
- ويُقبح القبيح ويُوهيه
- معتدل الأمر غير مختلف
- لا يغفل .. مخافة أن يغفلوا أو يملوا
- لكل حال عنده عتاد (أى عدة)
- لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه
- الذين يلونه من الناس خيارهم
- أفضلهم عنده أعمهم نصيحة
- وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة
ومؤازرة
مجلسه :
- كان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر (أى
ذكر الله).
- إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به
المجلس ويأمر بذلك .
- يعطى كل جلسائه نصيبهم ، لا يحسب جليسه
أن أحداً أكرم عليه ممن جالسه.
- مَنْ سأله حاجة لم يرده إلا بها أو
بميسور من القول .
-
مجلسه مجلس علم وحياء وصبر وأمانة.
- وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبا ..
وصاروا عنده فى الحق سواء.
لا تُرْفَعُ فيه الأصوات .. ولا تُؤْبَنُ
فيه الحرم (أى لا تنتهك فيه الحرمات)
- يتعاطفون فى مجلسه بالتقوى متواضعين
يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير.
ويؤثرون ذا الحاجة .. ويحفظون الغريب
سيرته فى جلسائه :
قال الحسين لأبيه :
كيف كانت سيرة الرسول فى جلسائه ؟
فقال : كان دائم البشر . سهل الخلق . لين
الجانب . ليس بفظ ولاغليظ ولا صخاب ..
ولا فحاش .. ولا عياب .. ولا مداح .
- يتغافل عما لا يشتهى
- لا يُوئسُ ولا يخيب فيه مؤمليه
-قد ترك نفسه من ثلاث :
1- المِرَاء 2- الإكثار 3-
ومالا يعينه
- وترك الناس من ثلاث :
1- لا يذم أحدا ولا يعيبه
2- لا يطلب عورة أحد
3- لا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه
- إذا تكلم أطرق جلساؤه .. كأنما على
رؤوسهم الطير
وإذا سكت تكلموا ..
- لا يتنازعون عنده الحديث
- من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ
-
حديثهم عنده حديث أولهم
-
يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون أى يشاركهم مشاعرهم فى تواضع .
- يصبر للغريب على الجفوة فى منطقه
ومسألته اى يتحمل غلظة الغريب فى مقاله أو سؤاله فى صبر ويقول :
إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوه أى
أعطوه حاجته
- لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز (أى
ينتهى)
فيقطعه بنهى أو قيام (رواه الترمذى)
حالات سكوته :
-كان سكوته على أربع :
على الحلم والحذر والتقدير والتفكر
1- فأما التقدير :
ففى
تسوية النظر والاستماع من الناس
2- وأما تفكره :
فيما
يبقى وما يفنى
3- وأما الحلم : فقد جمع له الحلم فى
الصبر ..
فلا
يغضبه شئ ولا يستفزه
4- وأما الحذر :
فقد
جمع له الحذر فى أربع :
-
أخذه بالحسن ليقتدى به
-
تركه القبيح ليتناهى عنه
-
اجتهاده الرأى فى إصلاح أمته
-
القيام للأمة فيما جمع لهم من خيرى الدنيا والآخرة